عن الديوانية
التاريخ :
ظهر إسم الديوانية وبزغ نجمها وشاع ذكرها في العقد السابع من القرن الثاني عشر الهجري , وقد تعرض لذكرها الكتاب والسياح الغربيون والشرقيون وأول من وصفها في رحلته التي ابتدأت عام 1754م وانتهت عام 1758م هو الدكتور آدم آيفز وجاء فيها ما ملخصه :
« انه سافر من البصرة الى بغداد عن طريق نهر الفرات وقد وصف في طريقه المدن الواقعة عليه ومن جملتها السماوة ولملموم والديوانية » .
وورد ذكر الديوانية في كتاب السائح “ابراهام بارسنز” في رحلة قام بها في نهر الفرات من الحلة الى البصرة وصف فيها اللملموم وإنها واقعة جنوب الديوانية وذلك عام 1774م .
أما صاحب كتاب قرة «العين في تأريخ الجزيرة والعراق والنهرين» فيوصفها كالآتي : ( الديوانية في الجانب الشرقي من الفرات بين الحلة والسماوة مدينة عامرة, وأسواقها حسنة , وأهلها عرب وإسلام وأكثرهم إمامية اثنا عشرية. وهي (أي الديوانية) ديوان لقبيلة خزاعة أسسوها في القرن الحادي عشر الهجري ) ولعله أراد بها الحسكة , لأن الديوانية غير موجودة في القرن الحادي عشر الهجري وإنما عرف أسمها بعد هذا القرن .
يعد عام 1834 الذي يمثل نقطة انطلاقة التنظيم الإداري في العراق الذي أرست دعائمه الحكومة العثمانية بسلسلة مستمرة من التغيرات والتعديلات الإدارية ، ففي عام 1858 كانت تمثل قضاءً إدارياً يعرف بقضاء الديوانية وهو احد التشكيلات الإدارية التي كانت تابعة للواء الحلة الذي يتبع بدورة ولاية بغداد . وفي العام 1890 رفعت مرتبتها الإدارية إلى مرتبة لواء، صار يعرف بلواء الديوانية ، ثم توالت على خريطتها العديد من التعديلات الإدارية ، فتأرجحت رقعتها المساحية بين الاتساع ، بضم بعض المناطق إليها تارة والتقلص بسلخ بعض المناطق وفك ارتباطها الإداري منها تارة أخرى وقد اقترن ذلك بتغير عدد سكانها أيضاً ، وفي محاولة جديدة لإعادة هيكلة التنظيم الإداري في العراق فقد صدر قانون المحافظات رقم (159) لسنة 1969 وبموجبه قسم العراق إلى ست عشرة وحدة إدارية رئيسة، أطلق على كل منها اسم محافظة بدلا من لواء بعد إجراء بعض التعديلات على حدودها . فأصبح لواء الديوانية يعرف بأسم محافظة الديوانية .
الجغرافيا :
تعد أراضي محافظة القادسية جزءاً من السهل الرسوبي العراقي الذي يتصف بشكل عام بانحداره البسيط من الشمال الغربي باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي ،فيمر خط الكنتور (24م) في ناحية الدغارة وخط (22م) في ناحية السنية وخط الكنتور (21م) في مدينة الديوانية وخط (18.5م) في ناحية السدير وخط (17م) في قضاء الحمزة ، ثم ينخفض في أقصى جنوب شرق المحافظة ليصل إلى (10م) .
كما تظهر تباينات ثانوية وأخرى محلية في سطح المحافظة جراء عوامل عديدة ، أهمها عملية الترسيب الفيضية والريحية يمكن بيان طبيعتها عن طريق تقسيم سطح المحافظة إلى أربعة أقسام وتتمثل أولاً بالسهل الفيضي الذي يشغل اغلب جهات المحافظة وبنسبة ( 90.9% ) وتكون بفعل الترسبات التي جلبها نهر الفرات وفروعه ضمن منطقة الدراسة خلال مواسم الفيضانات ، ويتسم الارتفاع النسبي عند ضفاف النهار مقارنة بالمناطق التي تقع خلفها ويرجع هذا التباين إلى ترسيب المواد الخشنة بقدر أكبر في المناطق القريبة أثناء طغيان النهر مكونة أنطقه طولية حول امتدادات الأنهار وفروعها تعرف بأكتاف الأنهار على حين تترسب الذرات الطموية الدقيقة وبحجم اقل بعيداً عن مجاري الأنهار لتكون ما يعرف بأحواض الأنهار .
أما منطقة المنخفضات الضحلة وشبه الضحلة تمثل القسم الثاني من أقسام السطح ، وتتوزع في كل من الجزء الشمالي الغربي من المحافظة متمثلة ببقايا (هـور ابن نجم ) في قضاء الشامية وأهـوار (أبي بلام والجبور وآل ياسر) في الجزء الشمالي الغربي من ناحية السنية والجزء الشمالي الغربي من ناحية الشافعية ، فضلاً عن الجزء الشمالي الشرقي المتمثل بهور الدلمج في قضاء عفك ولا تتجاوز نسبة هذه المنطقة (4,1 %) من مساحة المحافظة . وتتسم هذه المنطقة بانخفاض مستوى سطحها لذلك ترتفع فيها المياه الجوفية قريباً من السطح .
وفيما يتعلق بالقسم الثالث (منطقة الكثبان الرملية ) فأنها تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المحافظة والمتمثلة بأراضي قضاء عفك وناحية ال بدير . وكان للرياح الشمالية الغربية دوراً واضحاً في نقل ذرات الرمال من المناطق المجاورة خصوصاً الهضبة الغربية على هيأة كثبان رملية مبعثرة وغير ثابتة ، وتبلغ نسبة المساحة التي تحتلها هذه المنطقة(1,3 %) فقط من مساحة المحافظة .
وبالنسبة للقسم الرابع والذي تمثله المساحات الرملية فهي تغطي الجزء الجنوبي الغربي من المحافظة ،في المنطقة المحصورة بين غرب نهر الفرات والحدود الإدارية الغربية للمحافظة، وهي بمثابة منطقة انتقالية بين السهل الفيضي والهضبة الغربية ،تغطي سطحها أحجار جبسية قابلة للذوبان في الماء، وهو ما أدى إلى زيادة حجم مساماتها ولا تؤلف هذه المنطقة سوى (3,7%) من المساحة الكلية للمحافظة .
تخلص مما تقدم أن سطح المحافظة على الرغم من تباينه في الارتفاع إلا انه لا يعد معرقلاً لسير العمليات الزراعية سوى أن قلة الانحدار أدت إلى صعوبة الصرف السطحي لمياه الري الزائدة وبالتالي ظهور مشكلة الملوحة .
الموقع :
هي إحدى محافظات منطقة الفرات الأوسط . التي يضمها سهل العراق الفيضي الرسوبي ، ويتحدد الموقع الفلكي للمحافظة بين دائرتي عرض 31.17 و 32.24 شمالاً، وخطي طول44.24 و 45.49 شرقاً. إما حدودها الإدارية ، فيحدها من الشمال محافظتا بابل و واسط، ومن الشرق محافظتا ذي قار و واسط، ومن الجنوب محافظة المثنى ، ومن الغرب محافظة النجف.
الموارد المائية :
تضم الديوانية موارد مائية سطحية والتي تتمثل بمجموعة من الأنهار وما يتفرع منها من جداول فضلا عن الموارد المائية الجوفية ولكنها ليست ذات جدوى يعول عليها في المجال الزراعي بسبب ملحوتها أولا وكلفتها الاقتصادية ثانيا فضلا عن الوفرة النسبية لشبكة الجداول في المحافظة وسوف نتطرق لها على النحو الآتي :-
- شط الديوانية :
يعد أطول مجرى مائي يمر في المحافظة ، إذ يبلغ طوله (123كم) وتبلغ طاقته التصريفية (60م3/ ثا) ويروي مساحة قدرها (550000 دونم) . يمر شط الديوانية بناحية السنية و مركز قضاء الديوانية وناحية السدير و مركز قضاء الحمزة مستمراً في جريانه حتى يتلاشى في قضاء الرميثة ، ويتفرع منه أثناء مسيرته جدول الشافعية الحديث الذي يبلغ طوله (30 كم) وبتصريف (30 م3/ ثا) ويروي مساحة تقدر بـ (91630 دونم) موزعة ما بين ناحيتي الشافعية و السدير . ويتفرع من جدول (الشافعية الحديث) جدول نورية الحديث بطول (28كم) وطاقة تصريفية (1.5م3/ ثا) .
- شط الدغارة :
يمثل مع شط الديوانية الفرعين الرئيسين لشط الحلة ، ويعدان المصدرين الرئيسيين لمياه الري في المحافظة ، ويبلغ طوله (70 كم) وطاقته التصريفية (43م3/ ثا) أما معدل المساحة التي يرويها فتبلغ (360000 دونم) تقع ضمن أراضي الدغارة و سومر و عفك و ال بدير. وتتفرع منه عدة جداول رئيسية وأخرى ثانوية يبلغ مجموعها (20جدول) أهمها جدول الثريمه وجدولي الحرية الشمالي والجنوبي على الجهة الشرقية منه،ويبلغ معدل المساحة التي ترويها (10793دونم) .
- شط الشامية :
يدخل حدود المحافظة من جهة الشمال الغربي بعد تفرعه من شط الهندية (هو و شط الكوفة ) جنوب مدينة الكفل ماراً بنواحي المهناوية و الصلاحية ومركز قضاء الشامية و ناحية غماس لينتهي بعدة جداول تصب في شط الشنافية ليكون معاً نهر الفرات الرئيس ضمن أراضي الشنافية ، ليتفرع مرة أخرى إلى فرعي السبيل والعطشان إلى الجنوب من ناحية الشنافية وبذلك يقطع مسافة طولها (80 كم ) وبطاقة تصريفية (140,3م3/ ثا) يروي مساحة قدرها (384000 دونم) ويتفرع من شط الشامية (128) جدولاً أهمها جدول المهناوية بطول (21كم) وطاقة تصريفية قدرها (12م3/ثا) وتقدر مساحته الاروائية بـ (25000 دونم) .
- شط الشنافية :
يظهر نهر الفرات في منطقة الدراسة جرّاء التقاء شط الشنافية بشط الكوفة (أبو صخير ) شمال ناحية الشنافية ويواصل النهر جريانه ضمن حدودها لمسافة (18.5كم) يتفرع بعدها إلى فرعي السبيل والعطشان اللذان يتجهان نحو الجنوب الشرقي حتى يدخلا أراضي محافظة المثنى ويبلغ طول النهر ضمن المحافظة (70كم) وطاقته التصريفية القصوى (1790م3/ ثا) ويروي مساحة قدرها (200000دونم)(10) .
التقسيمات الإدارية :
تضم المحافظة حالياً أربعة عشر وحدة إدارية منها أربعة أقضية وعشر وحدات إدارية بمستوى ناحية، وعلى النحو الآتي:
- قضاء الديوانية : ويضم مركز قضاء الديوانية ، ونواحي: السنية ، والشافعية ، والدغارة .
- قضاء الشامية : ويضم مركز قضاء الشامية ، ونواحي: غماس، والمهناوية ، والصلاحية.
- قضاء عفك : ويضم مركز قضاء عفك ، وناحيتي ال بدير وسومر.
- قضاء الحمزة: ويضم مركز قضاء الحمزة ، وناحيتي : السدير، والشنافية.
الوضع الاجتماعي :
من أهم معالم مركز المحافظة العصرية هي مدينة السعادة التي يتجمع فيها الكثير من الناس في الأعياد و الأفراح و خاصة عيد الفطر و عيد الأضحى و المعلم الأخر هو سوق الديوانية الذي يوجد فيه سوق التجار و سوق العلاوي و سوق هرج و بعض الأسواق الأخرى توجد فيها الكثير من السلع المختلفة مثل الملابس و الأطعمة و الأجهزة المختلفة . أما أهم أحياء مركز المحافظة فهي أحياء الفرات ورفعت و العروبة و أم الخيل و الجزائر و الضباط و المزاريج و الخصيمة و حي الحضارة و حي الوحدة و حي الصدر “العسكري” و أحياء أخرى . الديوانية محافظة رائعة و آمنة و مصنع رائع للممثلين و الرياضيين و الفنانين و الأطباء و المهندسين يوجد بها الكثير من الاعداديات المرموقة مثل إعدادية قتيبة و ثانوية المتميزين و الإعدادية المركزية و ألجواهري و غيرها , الحياة في الديوانية تتسم بالهدوء و الاستقرار.
الوضع الاقتصادي :
تحتوي المحافظة على بعض المصانع الكبيرة العائدة للدولة العراقية مثل معمل ألبان الديوانية وهو على الطريق المؤدي إلى ناحية السنية ومعمل إطارات الديوانية لإنتاج كافة إطارات السيارات من علامة (الديوانية) ومعمل الغزل والنسيج على الطريق المؤدي إلى منطقة شنينة كما تحتوى على كثير من المصانع والمعامل تحت ملكية القطاع الخاص كمعامل الطابوق ومعامل الجرش وحقول الدواجن وبحيرات تربية الأسماك الاصطناعية .
التعليم :
ويوجد في مدينة الديوانية جامعة حكومية هي جامعة القادسية والتي تأسست في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وتضم كليات مثل التمريض والصيدلة والقانون والآداب والتربية والزراعة والطب وغيرها. حيث يتوافد عليها بعض الطلبة من المحافظات المجاورة ومن الأقضية والنواحي للمحافظة وتبعد هذه الجامعة عن مركز مدينة الديوانية حوالي 6 كم وهي تقع على الطريق القديم المؤدي لمدينة الحلة , ويوجد معهد فني في المحافظة يبعد عن مركز المدينة حوالي 6 كم .
الآثار الدينية والتاريخية :
تضم المحافظة مقامات وأضرحة لعدد من الشخصيات الإسلامية المقدسة لدى الشيعة كما تضم آثاراً لأقدم الحضارات في العالم القديم منها : أطلال مدينة نفر التي كان اسمها “نيبور” على مشارف مدينة عفك التي تبعد 25 كلم من الديوانية وكانت تلك الحاضرة المركز الروحي للسومريين في الألف الثالث قبل الميلاد وقد بدأ التنقيب في أطلالها عام 1889 م من قبل الإنكليزي بيترسن ثم تلاه هاينز عام 1893م الذي اظهر المدينة ومعالمها وزقورتها الرئيسية للآلهة انليل السومري . ومن المواقع التاريخية فيها مدينة اوروك أو الوركاء التي اشتق منها اسم العراق لاحقاً كما ورد في الدراسات المتأخرة وهي من أهم مدن السومريين في الألف الرابع قبل الميلاد وتقع أطلالها اليوم على مساحة ثمانية كيلومترات مربعة . وفيها نقبت بعثة آثاري ألمانية كشفت على مراحل سمو حضارة هذه ساكني هذه الأرض في القدم. ثم تضطلع هذه الأرض من السواد بعد الفتح الإسلامي بأهمية موقعها المتاخم للبادية والتي تعتبر جزء من أرض ذي قار وشهدت حركات فكرية وسياسية عديدة وقد نشأت على تخومها مدينة الهاشمية أولى عواصم بني العباس قبل الرحيل إلى بغداد .
الآثار الدينية والمزارات المقدسة :
- مرقد النبي أيوب في مدينة الديوانية .
- مرقد محمد بن موسى الكاظم عليه السلام في مركز المدينة .
- مرقد النبي مدين بعد 4 كم عن الديوانية .
- مقام النبي يونسعليه السلام في عفك .
- مقام النبي عمران عليه السلام في الدغارة .
- مرقد الحمزة (أحمد الغريفي البحراني) في الحمزة .
- مرقد بنات الحسن السيدة خولة والسيدة فريال في الحمزة .
- مرقد محمد (المسمى بالعريس) بن العباس بن علي بن ابي طالب عليه السلام .
- مقام النبي شعيب في ناحية الدغارة .
- مرقد ابن الكاظم عليه السلام المعروف أبو شهاب في الدغارة .
- مرقد محمد بن الحسن المثنى عليه السلام .
- مرقد عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام في الشنافية .
- مرقد عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام في الشنافية.
الآثار التاريخية :
تحوي محافظة الديوانية على أكثر من 300 موقع اثري منها:
- نفر (نيبور)
- الدريهمية
- إيسن
- أبو الصلابيخ
- زيلبات
- بسمايه
- أبو حطب
- مدينة مرد (ونه وصدوم) .
سكان محافظة الديوانية :
يذكر إحصاء أجرته السلطات قبل إبريل/نيسان عام 1920م أن مجموع سكان لواء الديوانية (و الذي لم يكن يشمل الشامية) كان 204 ألف و 500 نسمة . بلغ عدد سكان المحافظة في تعداد عام 1987 حوالي 559850 نسمة . وفي تعداد 1997 حوالي 751331 نسمة . وبعد سقوط النظام في 2003 قدرت الأمم المتحدة سكان المحافظة بـ 886,500 نسمة. أما في عام 2007 فبلغ عدد السكان 990483 نسمة . أما في سنة 2013 فبلغ 1,320,000 نسمة .